احلم بجرأة، اعمل بنيّة: انطلاقك نحو النجاح يبدأ من داخلك
التاريخ: ٨ أبريل ٢٠٢٥
أحلام الطفولة
منذ أن كنت طفلة، كانت لدي أحلام كبيرة مثل أن أكون أول فتاة تجد لؤلؤة حقيقية تحت الماء أو أن أنهي الجوع في العالم. ولكن مع مرور الوقت، يتم إخبارنا بأن نكون “واقعيين”. أنا أختلف مع هذا المفهوم. لا أقصد كلمة “واقعي”، ولكنني أختلف مع الفكرة التي تعني تقليص أحلامنا لتصبح أكثر قبولًا اجتماعيًا.
بالنسبة لمعظم الناس، تختفي هذه الأحلام بين مسؤوليات الحياة وهمومها، لكن بالنسبة لي كان العكس، وهذه هي السبب الذي يجعلني أحب ذلك. من الصحيح أنك ستتلقى الكثير من النظرات من الناس، إما نظرات تعني “المسكينة، ستدمرها الحقيقة، هي ساذجة”، أو نظرات بإعجاب تقول “هذه الفتاة الصغيرة فيها حياة، أفتقد تلك الجزئية عن نفسي”. ليس كل الناس يفكرون مثلي أو مثلك، وليس الجميع سيحاول أن يفهمك، وهذا لا بأس به. كل شخص له رأيه، ولكن المهم هو ألا تدعهم يأخذون أحلامك أو يقلصونها بشكل يجعلك تصبح شيئًا لا ترغب أن تكونه.
احلم بجرأة والأهم من ذلك، اعمل بنيّة
ما هي النيّة التي يجب أن نمتلكها
بالنسبة لنا كمسلمين، الجواب واضح. يجب أن تكون خلف كل فعل نية في رضا الله سبحانه وتعالى أو على الأقل ألا نغضبه. تذكر أنه إذا كان الله سبحانه وتعالى في قلبك وعقلك دائمًا، فقد فزت. نحن كبشر نضعف أمام شهواتنا وفتن الحياة، وهذا هو السبب في أن قلوبنا قد تعثر أحيانًا، ولكن إذا تذكرت الله سبحانه وتعالى في الأوقات الصعبة، فستجد قلبك في راحة. {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ…} (الفتح ٤٨:٤).
أفعالنا تُقَيّم بناءً على نوايانا، لذلك فإن سؤالك لنفسك “لماذا” قبل كل عمل تقوم به هو وصفة للنجاح. كما نعلم، يمكن أن يعني النجاح أشياء مختلفة لكثير من الناس، ولكن بالنسبة لنا، النجاح في النهاية يعني رضا الله ودخول الجنة برحمته.
لماذا نتخلى عن أحلامنا
أعتقد أن السبب أعمق من مجرد المحاولة كثيرًا ثم الاستسلام لتلك الأحلام. بالنسبة لي، يظهر ذلك على أنه نقص في الثقة بالله مختلطًا مع تدني تقدير الذات. هذا لا ينطبق على الجميع بالطبع. أعتقد أنه إذا كنت تريد شيئًا بشدة، فقد طلبت الله سبحانه وتعالى من أجله. إذا لم تفعل ذلك، فقد لا تريده بقدر ما تعتقد. إليك السبب. قد تعرف أو لا تعرف، كما ورد في الحديث، أن الله يقبل جميع الدعوات بإحدى ثلاث طرق:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا قَطِيعَةَ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ، وَإِمَّا أَنْ يَصُدَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ.”
فقال الصحابة: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِذَا نَدْعُو اللَّهَ فَنَزِيدُ؟”
فقال: “اللَّهُ أَكْرَمُ.” (صحيح مسلم)
إذاً، دعاؤك سيقبل بشكل أو بآخر، لكن يجب أن يكون لديك إيمان بالله. إيمان بأن الله هو الأرحم، والأكرم، والألطف، وهكذا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبْدِي بِي” (صحيح البخاري)
لذا، انظر إلى صفات الله سبحانه وتعالى الجميلة مثل الرحمن، الرحيم، الكريم، وتذكر أن أثناء سؤالك الله عن ما تريد، يجب أن تكون نواياك صافية.
التجلي(Manifesting) في الإسلام
لا، ليس سحرًا أو خرافة. التجلي قد يعني التفكير في شيء حتى يتحقق. في الإسلام لدينا طريقتنا الخاصة في تجلي الأشياء إلى الواقع. إنها تجمع بين التوكل على الله، النية، الدعاء {“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.”} (غافر ٤٠:٦٠)، والتفكير الإيجابي في الله سبحانه وتعالى، والامتنان والصبر، والجهد والعمل.
“لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”
(القرآن ١٤:٧)
أعتقد أن الأمور الدنيوية تكشف من نحن بالفعل. إذا كنت شاكراً وتُعطي وأنت فقير، ستصبح أكثر شكرًا وأكثر سخاءً عندما تصبح غنيًا.
وسائل التواصل الاجتماعي والضوضاء
نرى كثيرًا المشاهير والمليونيرات في فيديوهات تحمل عناوين مثل “كيف أصبحت مليونيرًا في سن العشرين”. قد تفكر في شيئين عندما تقرأ ذلك. إما شيء مثل “واو، هم محظوظون، حياتي كأنها تعيسة”، أو شيء مثل “هذا ملهم، شكرًا لله على منحي هذه الحياة، سأصبح مليونيرًا وأساعد الفقراء والجياع كما كنت أحلم”. في عالم يصعب فيه تجنب وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تتكيف مع نمط تفكير نموذجي. عندما ترى شيئًا مثل هذا، اسأل نفسك أولًا إذا كنت ترغب في ذلك ولماذا. ثم اسأل نفسك سؤالًا آخر. هل سيرضى الله سبحانه وتعالى بذلك؟ أو كيف يمكنني أن أجعل ذلك شيء يرضي الله سبحانه وتعالى؟
على سبيل المثال، في زمننا هذا، أصبح الثراء هو الحلم النهائي مع نية “الشعور بالحرية”. تخيلوا ماذا ستفعل تغيير النية. إذا غيرنا نية “الشعور بالحرية” إلى نية “عالم خالٍ من الفقر والجوع والمعاناة”.
كن التغيير، لا تنتظر حدوثه
هل سمعت من قبل عن العبارة “كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”؟ أنا أتفق معها. الحقيقة هي أنه إذا كنت تستمر في الشكوى من أن العالم سيء، فلن يتغير شيء، بل سيجعله أكثر سلبية وصعوبة للعيش فيه لك وللآخرين. بدلاً من ذلك، ساعد هؤلاء الناس الذين كنت تريد مساعدتهم، ابتسم لجارك بدلاً من أن تنتظر ابتسامته، واغفر لأولئك الذين أردت أن تغفر لهم. لا تعش وكأن هناك غدًا، فقد لا يكون هناك. اسأل نفسك ما الذي يستحق أن تضع فيه طاقتك وما لا يستحق. إذا كان لديك حلم، فاسعى وراءه بجرأة وقل “سأفعل” بدلاً من “أتمنى”. أنا معك في هذا!
إذا كان لديك شيء لتشاركه، سواء كان شخصيًا أو معلوماتيًا أو تعليميًا أو ممتعًا، لا تتردد في كتابته في التعليقات حتى يراه الآخرون. أتمنى لك يومًا سعيدًا!